تفسير سورة الصَّافَات - (تفسير القرآن الكريم)

0
تفسير القرآن الكريم: (التفسير الميسر) - تفسير سورة الصَّافَات

تفسير سورة الصَّافَات

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

  • 1

    وَٱلصَّـٰٓفَّـٰتِ صَفّٗا

    [1] أقسم الله تعالى بالملائكة تصف في عبادتها صفوفاً متراصة،

  • 2

    فَٱلزَّـٰجِرَٰتِ زَجۡرٗا

    [2] وبالملائكة تزجر السحاب وتسوقه بأمر الله،

  • 3

    فَٱلتَّـٰلِيَٰتِ ذِكۡرًا

    [3] وبالملائكة تتلو ذكر الله وكلامه تعالى.

  • 4

    إِنَّ إِلَٰهَكُمۡ لَوَٰحِدٞ

    [4] إن معبودكم -أيها الناس- لواحد لا شريك له، فأخلصوا له العبادة والطاعة. ويقسم الله بما شاء مِن خلقه، أما المخلوق فلا يجوز له القسم إلا بالله، فالحلف بغير الله شرك.

  • 5

    رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا وَرَبُّ ٱلۡمَشَٰرِقِ

    [5] هو خالق السموات والأرض وما بينهما، ومدبِّر الشمس في مطالعها ومغاربها.

  • 6

    إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِزِينَةٍ ٱلۡكَوَاكِبِ

    [6] إنَّا زينَّا السماء الدنيا بزينة هي النجوم.

  • 7

    وَحِفۡظٗا مِّن كُلِّ شَيۡطَٰنٖ مَّارِدٖ

    [7] وحفظنا السماء بالنجوم مِن كل شيطان متمرِّد عاتٍ رجيم.

  • 8

    لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى ٱلۡمَلَإِ ٱلۡأَعۡلَىٰ وَيُقۡذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٖ

    [8] لا تستطيع الشياطين أن تصل إلى الملأ الأعلى، وهي السموات ومَن فيها مِن الملائكة، فتستمع إليهم إذا تكلموا بما يوحيه الله تعالى مِن شرعه وقدَره، ويُرْجَمون بالشهب من كل جهة؛

  • 9

    دُحُورٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٞ وَاصِبٌ

    [9] طرداً لهم عن الاستماع، ولهم في الدار الآخرة عذاب دائم موجع.

  • 10

    إِلَّا مَنۡ خَطِفَ ٱلۡخَطۡفَةَ فَأَتۡبَعَهُۥ شِهَابٞ ثَاقِبٞ

    [10] إلا مَنِ اختطف من الشياطين الخطفة، وهي الكلمة يسمعها من السماء بسرعة، فيلقيها إلى الذي تحته، ويلقيها الآخر إلى الذي تحته، فربما أدركه الشهاب المضيء قبل أن يلقيها، وربما ألقاها بقَدَر الله تعالى قبل أن يأتيه الشهاب، فيحرقه فيذهب بها الآخر إلى الكهنة، فيكذبوا معها مائة كذبة.

  • 11

    فَٱسۡتَفۡتِهِمۡ أَهُمۡ أَشَدُّ خَلۡقًا أَم مَّنۡ خَلَقۡنَآۚ إِنَّا خَلَقۡنَٰهُم مِّن طِينٖ لَّازِبِۭ

    [11] فاسأل -أيها الرسول- منكري البعث أَهُم أشد خلقاً أم من خلقنا من هذه المخلوقات؟ إنا خلقنا أباهم آدم من طين لزج، يلتصق بعضه ببعض.

  • 12

    بَلۡ عَجِبۡتَ وَيَسۡخَرُونَ

    [12] بل عجبتَ -أيها الرسول- من تكذيبهم وإنكارهم البعث، وأعجبُ من إنكارهم وأبلغ أنهم يستهزئون بك، ويسخرون من قولك.

  • 13

    وَإِذَا ذُكِّرُواْ لَا يَذۡكُرُونَ

    [13] وإذا ذكِّروا بما نسوه أو غَفَلوا عنه لا ينتفعون بهذا الذكر ولا يتدبَّرون.

  • 14

    وَإِذَا رَأَوۡاْ ءَايَةٗ يَسۡتَسۡخِرُونَ

    [14] وإذا رأوا معجزة دالَّة على نبوَّتك يسخرون منها ويعجبون.

  • 15

    وَقَالُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ مُّبِينٌ

    [15] وقالوا: ما هذا الذي جئت به إلا سحر ظاهر بيِّن.

  • 16

    أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ

    [16] أإذا متنا وصِرْنا تراباً وعظاماً بالية أإنا لمبعوثون من قبورنا أحياء،

  • 17

    أَوَءَابَآؤُنَا ٱلۡأَوَّلُونَ

    [17] أو يُبعث آباؤنا الذين مضَوا من قبلنا؟

  • 18

    قُلۡ نَعَمۡ وَأَنتُمۡ دَٰخِرُونَ

    [18] قل لهم -أيها الرسول-: نعم سوف تُبعثون، وأنتم أذلاء صاغرون.

  • 19

    فَإِنَّمَا هِيَ زَجۡرَةٞ وَٰحِدَةٞ فَإِذَا هُمۡ يَنظُرُونَ

    [19] فإنما هي نفخة واحدة، فإذا هم قائمون من قبورهم ينظرون أهوال يوم القيامة.

  • 20

    وَقَالُواْ يَٰوَيۡلَنَا هَٰذَا يَوۡمُ ٱلدِّينِ

    [20] وقالوا: يا هلاكنا هذا يوم الحساب والجزاء.

  • 21

    هَٰذَا يَوۡمُ ٱلۡفَصۡلِ ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ

    [21] فيقال لهم: هذا يوم القضاء بين الخلق بالعدل الذي كنتم تكذبون به في الدنيا وتنكرونه.

  • 22

    ۞ٱحۡشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزۡوَٰجَهُمۡ وَمَا كَانُواْ يَعۡبُدُونَ

    [22] ويقال للملائكة: اجمَعُوا الذين كفروا بالله ونظراءهم، وآلهتهم التي كانوا يعبدونها

  • 23

    مِن دُونِ ٱللَّهِ فَٱهۡدُوهُمۡ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلۡجَحِيمِ

    [23] من دون الله، فسوقوهم سوقاً عنيفاً إلى جهنم

  • 24

    وَقِفُوهُمۡۖ إِنَّهُم مَّسۡـُٔولُونَ

    [24] واحبسوهم قبل أن يصلوا إلى جهنم؛ إنهم مسؤولون عن أعمالهم وأقوالهم التي صدرت عنهم في الدنيا، مساءلة إنكار عليهم وتبكيت لهم.

  • 25

    مَا لَكُمۡ لَا تَنَاصَرُونَ

    [25] ويقال لهم توبيخاً: ما لكم لا ينصر بعضكم بعضاً؟

  • 26

    بَلۡ هُمُ ٱلۡيَوۡمَ مُسۡتَسۡلِمُونَ

    [26] بل هم اليوم منقادون لأمر الله، لا يخالفونه ولا يحيدون عنه، غير منتصرين لأنفسهم.

  • 27

    وَأَقۡبَلَ بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ يَتَسَآءَلُونَ

    [27] وأقبل بعض الكفار على بعض يتلاومون ويتخاصمون.

  • 28

    قَالُوٓاْ إِنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَأۡتُونَنَا عَنِ ٱلۡيَمِينِ

    [28] قال الأتباع للمتبوعين: إنكم كنتم تأتوننا من قِبَل الدين والحق، فتهوِّنون علينا أمر الشريعة، وتُنَفِّروننا عنها، وتزينون لنا الضلال.

  • 29

    قَالُواْ بَل لَّمۡ تَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ

    [29] وقال المتبوعون للتابعين: ما الأمر كما تزعمون، بل كانت قلوبكم منكرة للإيمان، قابلة للكفر والعصيان.

  • 30

    وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيۡكُم مِّن سُلۡطَٰنِۭۖ بَلۡ كُنتُمۡ قَوۡمٗا طَٰغِينَ

    [30] وما كان لنا عليكم من حجة أو قوَّة، فنصدكم بها عن الإيمان، بل كنتم -أيها المشركون- قوماً طاغين متجاوزين للحق.

  • 31

    فَحَقَّ عَلَيۡنَا قَوۡلُ رَبِّنَآۖ إِنَّا لَذَآئِقُونَ

    [31] فلزِمَنا جميعاً وعيد ربنا، إنا لذائقو العذاب، نحن وأنتم، بما قدمنا من ذنوبنا ومعاصينا في الدنيا.

  • 32

    فَأَغۡوَيۡنَٰكُمۡ إِنَّا كُنَّا غَٰوِينَ

    [32] فأضللناكم عن سبيل الله والإيمان به، إنا كنا ضالين من قبلكم، فهلكنا؛ بسبب كفرنا، وأهلكناكم معنا.

  • 33

    فَإِنَّهُمۡ يَوۡمَئِذٖ فِي ٱلۡعَذَابِ مُشۡتَرِكُونَ

    [33] فإن الأتباع والمتبوعين مشتركون يوم القيامة في العذاب، كما اشتركوا في الدنيا في معصية الله.

  • 34

    إِنَّا كَذَٰلِكَ نَفۡعَلُ بِٱلۡمُجۡرِمِينَ

    [34] إنا هكذا نفعل بالذين اختاروا معاصي الله في الدنيا على طاعته، فنذيقهم العذاب الأليم.

  • 35

    إِنَّهُمۡ كَانُوٓاْ إِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ يَسۡتَكۡبِرُونَ

    [35] إن أولئك المشركين كانوا في الدنيا إذا قيل لهم: لا إله إلا الله، ودُعوا إليها، وأُمروا بترك ما ينافيها، يستكبرون عنها وعلى من جاء بها.

  • 36

    وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوٓاْ ءَالِهَتِنَا لِشَاعِرٖ مَّجۡنُونِۭ

    [36] ويقولون: أنترك عبادة آلهتنا لقول رجل شاعر مجنون؟ يعنون رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

  • 37

    بَلۡ جَآءَ بِٱلۡحَقِّ وَصَدَّقَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ

    [37] كذَبوا، ما محمد كما وصفوه به، بل جاء بالقرآن والتوحيد، وصدَّق المرسلين فيما أخبروا به عنه من شرع الله وتوحيده.

  • 38

    إِنَّكُمۡ لَذَآئِقُواْ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡأَلِيمِ

    [38] إنكم -أيها المشركون- بقولكم وكفركم وتكذيبكم لذائقو العذاب الأليم الموجع.

  • 39

    وَمَا تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ

    [39] وما تجزون في الآخرة إلا بما كنتم تعملونه في الدنيا من المعاصي.

  • 40

    إِلَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِينَ

    [40] إلا عباد الله تعالى الذين أخلصوا له في عبادته، فأخلصهم واختصهم برحمته؛ فإنهم ناجون من العذاب الأليم.

  • 41

    أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ رِزۡقٞ مَّعۡلُومٞ

    [41] . أولئك المخلَصون لهم في الجنة رزق معلوم لا ينقطع.

  • 42

    فَوَٰكِهُ وَهُم مُّكۡرَمُونَ

    [42] . ذلك الرزق فواكه متنوعة، وهم مكرمون بكرامة الله لهم

  • 43

    فِي جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ

    [43] في جنات النعيم الدائم.

  • 44

    عَلَىٰ سُرُرٖ مُّتَقَٰبِلِينَ

    [44] ومن كرامتهم عند ربهم وإكرام بعضهم بعضاً أنهم على سرر متقابلين فيما بينهم.

  • 45

    يُطَافُ عَلَيۡهِم بِكَأۡسٖ مِّن مَّعِينِۭ

    [45] يدار عليهم في مجالسهم بكؤوس خمر، من أنهار جارية، لا يخافون انقطاعها،

  • 46

    بَيۡضَآءَ لَذَّةٖ لِّلشَّـٰرِبِينَ

    [46] بيضاءَ في لونها، لذيذةٍ في شربها،

  • 47

    لَا فِيهَا غَوۡلٞ وَلَا هُمۡ عَنۡهَا يُنزَفُونَ

    [47] ليس فيها أذى للجسم ولا للعقل.

  • 48

    وَعِندَهُمۡ قَٰصِرَٰتُ ٱلطَّرۡفِ عِينٞ

    [48] وعندهم في مجالسهم نساء عفيفات، لا ينظرن إلى غير أزواجهن، حسان الأعين،

  • 49

    كَأَنَّهُنَّ بَيۡضٞ مَّكۡنُونٞ

    [49] كأنهن بَيْض مصون لم تمسه الأيدي.

  • 50

    فَأَقۡبَلَ بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ يَتَسَآءَلُونَ

    [50] فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون عن أحوالهم في الدنيا وما كانوا يعانون فيها، وما أنعم الله به عليهم في الجنة، وهذا من تمام الأنس.

  • 51

    قَالَ قَآئِلٞ مِّنۡهُمۡ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٞ

    [51] قال قائل من أهل الجنة: لقد كان لي في الدنيا صاحب ملازم لي.

  • 52

    يَقُولُ أَءِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُصَدِّقِينَ

    [52] يقول: كيف تصدِّق بالبعث الذي هو في غاية الاستغراب؟

  • 53

    أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَدِينُونَ

    [53] أإذا متنا وتمزقنا وصرنا تراباً وعظاماً، نُبعث ونُحاسب ونُجازى بأعمالنا؟

  • 54

    قَالَ هَلۡ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ

    [54] قال هذا المؤمن الذي أُدخل الجنة لأصحابه: هل أنتم مُطَّلعون لنرى مصير ذلك القرين؟

  • 55

    فَٱطَّلَعَ فَرَءَاهُ فِي سَوَآءِ ٱلۡجَحِيمِ

    [55] فاطلع فرأى قرينه في وسط النار.

  • 56

    قَالَ تَٱللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرۡدِينِ

    [56] قال المؤمن لقرينه المنكر للبعث: لقد قاربْتَ أن تهلكني بصدك إياي عن الإيمان لو أطعتك.

  • 57

    وَلَوۡلَا نِعۡمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ ٱلۡمُحۡضَرِينَ

    [57] ولولا فضل ربي بهدايتي إلى الإيمان وتثبيتي عليه، لكنت من المحضرين في العذاب معك.

  • 58

    أَفَمَا نَحۡنُ بِمَيِّتِينَ

    [58] أحقّاً أننا مخلَّدون منعَّمون، فما نحن بميتين

  • 59

    إِلَّا مَوۡتَتَنَا ٱلۡأُولَىٰ وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِينَ

    [59] إلا موتتنا الأولى في الدنيا، وما نحن بمعذَّبين بعد دخولنا الجنة؟

  • 60

    إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ

    [60] إنَّ ما نحن فيه من نعيم لهُوَ الظَّفَر العظيم.

  • 61

    لِمِثۡلِ هَٰذَا فَلۡيَعۡمَلِ ٱلۡعَٰمِلُونَ

    [61] لمثل هذا النعيم الكامل، والخلود الدائم، والفوز العظيم، فليعمل العاملون في الدنيا؛ ليصيروا إليه في الآخرة.

  • 62

    أَذَٰلِكَ خَيۡرٞ نُّزُلًا أَمۡ شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ

    [62] أذلك الذي سبق وصفه مِن نعيم الجنة خير ضيافة وعطاء من الله، أم شجرة الزقوم الخبيثة الملعونة، طعام أهل النار؟

  • 63

    إِنَّا جَعَلۡنَٰهَا فِتۡنَةٗ لِّلظَّـٰلِمِينَ

    [63] إنا جعلناها فتنة افتتن بها الظالمون لأنفسهم بالكفر والمعاصي، وقالوا مستنكرين: إن صاحبكم ينبئكم أن في النار شجرة، والنار تأكل الشجر.

  • 64

    إِنَّهَا شَجَرَةٞ تَخۡرُجُ فِيٓ أَصۡلِ ٱلۡجَحِيمِ

    [64] إنها شجرة تنبت في قعر جهنم،

  • 65

    طَلۡعُهَا كَأَنَّهُۥ رُءُوسُ ٱلشَّيَٰطِينِ

    [65] ثمرها قبيح المنظر كأنه رؤوس الشياطين، فإذا كانت كذلك فلا تَسْألْ بعد هذا عن طعمها،

  • 66

    فَإِنَّهُمۡ لَأٓكِلُونَ مِنۡهَا فَمَالِـُٔونَ مِنۡهَا ٱلۡبُطُونَ

    [66] فإن المشركين لآكلون من تلك الشجرة فمالئون منها بطونهم.

  • 67

    ثُمَّ إِنَّ لَهُمۡ عَلَيۡهَا لَشَوۡبٗا مِّنۡ حَمِيمٖ

    [67] . ثم إنهم بعد الأكل منها لشاربون شراباً خليطاً قبيحاً حارّاً

  • 68

    ثُمَّ إِنَّ مَرۡجِعَهُمۡ لَإِلَى ٱلۡجَحِيمِ

    [68] ثم إن مردَّهم بعد هذا العذاب إلى عذاب النار.

  • 69

    إِنَّهُمۡ أَلۡفَوۡاْ ءَابَآءَهُمۡ ضَآلِّينَ

    [69] إنهم وجدوا آباءهم على الشرك والضلال،

  • 70

    فَهُمۡ عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِمۡ يُهۡرَعُونَ

    [70] فسارعوا إلى متابعتهم على ذلك.

  • 71

    وَلَقَدۡ ضَلَّ قَبۡلَهُمۡ أَكۡثَرُ ٱلۡأَوَّلِينَ

    [71] ولقد ضلَّ عن الحق قبل قومك -أيها الرسول- أكثر الأمم السابقة.

  • 72

    وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا فِيهِم مُّنذِرِينَ

    [72] ولقد أرسلنا في تلك الأمم مرسلين أنذروهم بالعذاب فكفروا.

  • 73

    فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُنذَرِينَ

    [73] فتأمَّل كيف كانت نهاية تلك الأمم التي أُنذرت، فكفرت؟ فقد عُذِّبت، وصارت للناس عبرة.

  • 74

    إِلَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِينَ

    [74] إلا عباد الله الذين أخلصهم الله، وخصَّهم برحمته لإخلاصهم له.

  • 75

    وَلَقَدۡ نَادَىٰنَا نُوحٞ فَلَنِعۡمَ ٱلۡمُجِيبُونَ

    [75] ولقد نادانا نبينا نوح؛ لننصره على قومه، فلنعم المجيبون له نحن.

  • 76

    وَنَجَّيۡنَٰهُ وَأَهۡلَهُۥ مِنَ ٱلۡكَرۡبِ ٱلۡعَظِيمِ

    [76] ونجيناه وأهله والمؤمنين معه مِن أذى المشركين، ومن الغرق بالطوفان العظيم.

  • 77

    وَجَعَلۡنَا ذُرِّيَّتَهُۥ هُمُ ٱلۡبَاقِينَ

    [77] وجعلنا ذرية نوح هم الباقين بعد غرق قومه.

  • 78

    وَتَرَكۡنَا عَلَيۡهِ فِي ٱلۡأٓخِرِينَ

    [78] وأبقينا له ذِكْراً جميلاً وثناءً حسناً فيمن جاء بعده من الناس يذكرونه به.

  • 79

    سَلَٰمٌ عَلَىٰ نُوحٖ فِي ٱلۡعَٰلَمِينَ

    [79] أمان لنوح وسلامة له من أن يُذْكر بسوء في الآخِرين، بل تُثني عليه الأجيال من بعده.

  • 80

    إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ

    [80] مثل جزاء نوح نجزي كلَّ مَن أحسن من العباد في طاعة الله.

  • 81

    إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُؤۡمِنِينَ

    [81] إن نوحاً من عبادنا المصدقين المخلصين العاملين بأوامر الله.

  • 82

    ثُمَّ أَغۡرَقۡنَا ٱلۡأٓخَرِينَ

    [82] ثم أغرقنا الآخرين المكذبين من قومه بالطوفان، فلم تبق منهم عين تَطْرِف.

  • 83

    ۞وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِۦ لَإِبۡرَٰهِيمَ

    [83] وإنَّ من أشياع نوح على منهاجه وملَّته نبيَّ الله إبراهيم،

  • 84

    إِذۡ جَآءَ رَبَّهُۥ بِقَلۡبٖ سَلِيمٍ

    [84] حين جاء ربه بقلب بريء من كل اعتقاد باطل وخُلُق ذميم،

  • 85

    إِذۡ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوۡمِهِۦ مَاذَا تَعۡبُدُونَ

    [85] حين قال لأبيه وقومه منكراً عليهم: ما الذي تعبدونه من دون الله؟

  • 86

    أَئِفۡكًا ءَالِهَةٗ دُونَ ٱللَّهِ تُرِيدُونَ

    [86] أتريدون آلهة مختلَقَة تعبدونها، وتتركون عبادة الله المستحق للعبادة وحده؟

  • 87

    فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ

    [87] فما ظنكم برب العالمين أنه فاعل بكم إذا أشركتم به وعبدتم معه غيره؟

  • 88

    فَنَظَرَ نَظۡرَةٗ فِي ٱلنُّجُومِ

    [88] فنظر إبراهيم نظرة في النجوم -على عادة قومه في ذلك- متفكراً فيما يعتذر به عن الخروج معهم إلى أعيادهم،

  • 89

    فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٞ

    [89] فقال لهم: إني مريض. وهذا تعريض منه،

  • 90

    فَتَوَلَّوۡاْ عَنۡهُ مُدۡبِرِينَ

    [90] فتركوه وراء ظهورهم.

  • 91

    فَرَاغَ إِلَىٰٓ ءَالِهَتِهِمۡ فَقَالَ أَلَا تَأۡكُلُونَ

    [91] فمال مسرعاً إلى أصنام قومه فقال مستهزئاً بها: ألا تأكلون هذا الطعام الذي يقدمه لكم سدنتكم؟

  • 92

    مَا لَكُمۡ لَا تَنطِقُونَ

    [92] ما لكم لا تنطقون ولا تجيبون مَن يسألكم؟

  • 93

    فَرَاغَ عَلَيۡهِمۡ ضَرۡبَۢا بِٱلۡيَمِينِ

    [93] فأقبل على آلهتهم يضربها ويكسِّرها بيده اليمنى؛ ليثبت لقومه خطأ عبادتهم لها.

  • 94

    فَأَقۡبَلُوٓاْ إِلَيۡهِ يَزِفُّونَ

    [94] فأقبلوا إليه يَعْدُون مسرعين غاضبين.

  • 95

    قَالَ أَتَعۡبُدُونَ مَا تَنۡحِتُونَ

    [95] فلقيهم إبراهيم بثبات قائلاً: كيف تعبدون أصناماً تنحتونها أنتم، وتصنعونها بأيديكم،

  • 96

    وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ

    [96] وتتركون عبادة ربكم الذي خلقكم، وخلق عملكم؟

  • 97

    قَالُواْ ٱبۡنُواْ لَهُۥ بُنۡيَٰنٗا فَأَلۡقُوهُ فِي ٱلۡجَحِيمِ

    [97] فلما قامت عليهم الحجة لجؤوا إلى القوة، وقالوا: ابنوا له بنياناً، واملؤوه حطباً، ثم ألقوه فيه.

  • 98

    فَأَرَادُواْ بِهِۦ كَيۡدٗا فَجَعَلۡنَٰهُمُ ٱلۡأَسۡفَلِينَ

    [98] فأراد قوم إبراهيم به كيداً لإهلاكه، فجعلناهم المقهورين المغلوبين، وردَّ الله كيدهم في نحورهم، وجعل النار على إبراهيم برداً وسلاماً.

  • 99

    وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهۡدِينِ

    [99] وقال إبراهيم: إني مهاجر إلى ربي من بلد قومي إلى حيث أتمكن من عبادة ربي؛ فإنه سيدلني على الخير في ديني ودنياي.

  • 100

    رَبِّ هَبۡ لِي مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ

    [100] رب أعطني ولداً صالحاً.

  • 101

    فَبَشَّرۡنَٰهُ بِغُلَٰمٍ حَلِيمٖ

    [101] فأجبنا له دعوته، وبشَّرناه بغلام حليم، أي: يكون حليماً في كبره، وهو إسماعيل.

  • 102

    فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعۡيَ قَالَ يَٰبُنَيَّ إِنِّيٓ أَرَىٰ فِي ٱلۡمَنَامِ أَنِّيٓ أَذۡبَحُكَ فَٱنظُرۡ مَاذَا تَرَىٰۚ قَالَ يَـٰٓأَبَتِ ٱفۡعَلۡ مَا تُؤۡمَرُۖ سَتَجِدُنِيٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّـٰبِرِينَ

    [102] فلما كَبِر إسماعيل ومشى مع أبيه قال له أبوه: إني أرى في المنام أني أذبحك، فما رأيك؟ (ورؤيا الأنبياء حق) فقال إسماعيل مُرْضياً ربه، بارّاً بوالده، معيناً له على طاعة الله: أمض ما أمرك الله به مِن ذبحي، ستجدني -إن شاء الله- صابراً طائعاً محتسباً.

  • 103

    فَلَمَّآ أَسۡلَمَا وَتَلَّهُۥ لِلۡجَبِينِ

    [103] فلما استسلما لأمر الله وانقادا له، وألقى إبراهيم ابنه على جبينه -وهو جانب الجبهة- على الأرض؛ ليذبحه.

  • 104

    وَنَٰدَيۡنَٰهُ أَن يَـٰٓإِبۡرَٰهِيمُ

    [104] ونادينا إبراهيم في تلك الحالة العصيبة: أن يا إبراهيم،

  • 105

    قَدۡ صَدَّقۡتَ ٱلرُّءۡيَآۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ

    [105] قد فعلتَ ما أُمرت به وصَدَّقْتَ رؤياك، إنا كما جزيناك على تصديقك نجزي الذين أحسنوا مثلك، فنخلِّصهم من الشدائد في الدنيا والآخرة.

  • 106

    إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡبَلَـٰٓؤُاْ ٱلۡمُبِينُ

    [106] إن الأمر بذبح ابنك هو الابتلاء الشاق الذي أبان عن صدق إيمانك.

  • 107

    وَفَدَيۡنَٰهُ بِذِبۡحٍ عَظِيمٖ

    [107] واستنقذنا إسماعيل، فجعلنا بديلاً عنه كبشاً عظيماً.

  • 108

    وَتَرَكۡنَا عَلَيۡهِ فِي ٱلۡأٓخِرِينَ

    [108] وأبقينا لإبراهيم ثناءً حسناً في الأمم بعده.

  • 109

    سَلَٰمٌ عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ

    [109] تحيةٌ لإبراهيم من عند الله، ودعاءٌ له بالسلامة من كل آفة.

  • 110

    كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ

    [110] كما جزينا إبراهيم على طاعته لنا وامتثاله أمرنا، نجزي المحسنين من عبادنا.

  • 111

    إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُؤۡمِنِينَ

    [111] إنه من عبادنا المؤمنين الذين أعطَوا العبودية حقها.

  • 112

    وَبَشَّرۡنَٰهُ بِإِسۡحَٰقَ نَبِيّٗا مِّنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ

    [112] وبشَّرنا إبراهيم بولده إسحاق نبيّاً من الصالحين؛ جزاء له على صبره ورضاه بأمر ربه، وطاعته له.

  • 113

    وَبَٰرَكۡنَا عَلَيۡهِ وَعَلَىٰٓ إِسۡحَٰقَۚ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحۡسِنٞ وَظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ مُبِينٞ

    [113] وأنزلنا عليهما البركة. ومِن ذريتهما من هو مطيع لربه، محسن لنفسه، ومَن هو ظالم لها ظلماً بيِّناً بكفره ومعصيته.

  • 114

    وَلَقَدۡ مَنَنَّا عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ

    [114] ولقد مننَّا على موسى وهارون بالنبوة والرسالة،

  • 115

    وَنَجَّيۡنَٰهُمَا وَقَوۡمَهُمَا مِنَ ٱلۡكَرۡبِ ٱلۡعَظِيمِ

    [115] ونجيناهما وقومهما من الغرق، وما كانوا فيه من عبودية ومَذلَّة.

  • 116

    وَنَصَرۡنَٰهُمۡ فَكَانُواْ هُمُ ٱلۡغَٰلِبِينَ

    [116] ونصرناهم، فكانت لهم العزة والنصرة والغلبة على فرعون وآله.

  • 117

    وَءَاتَيۡنَٰهُمَا ٱلۡكِتَٰبَ ٱلۡمُسۡتَبِينَ

    [117] وآتيناهما التوراة البينة،

  • 118

    وَهَدَيۡنَٰهُمَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ

    [118] وهديناهما الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه، وهو الإسلام دين الله الذي ابتعث به أنبياءه،

  • 119

    وَتَرَكۡنَا عَلَيۡهِمَا فِي ٱلۡأٓخِرِينَ

    [119] وأبقينا لهما ثناءً حسناً وذكراً جميلاً فيمن بعدهما.

  • 120

    سَلَٰمٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ

    [120] تحيةٌ لموسى وهارون من عند الله، وثناءٌ ودعاءٌ لهما بالسلامة من كل آفة،

  • 121

    إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ

    [121] كما جزيناهما الجزاء الحسن نجزي المحسنين من عبادنا المخلصين لنا بالصدق والإيمان والعمل.

  • 122

    إِنَّهُمَا مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُؤۡمِنِينَ

    [122] . إنهما من عبادنا الراسخين في الإيمان.

  • 123

    وَإِنَّ إِلۡيَاسَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ

    [123] وإن عبدنا إلياس لمن الذين أكرمناهم بالنبوة والرسالة،

  • 124

    إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦٓ أَلَا تَتَّقُونَ

    [124] ، إذ قال لقومه من بني إسرائيل: اتقوا الله وحده وخافوه، ولا تشركوا معه غيره،

  • 125

    أَتَدۡعُونَ بَعۡلٗا وَتَذَرُونَ أَحۡسَنَ ٱلۡخَٰلِقِينَ

    [125] كيف تعبدون صنماً ضعيفاً مخلوقاً، وتتركون أحسنَ الخالقين -المتصفَ بأحسن الصفات وأكملها، فلا تعبدونه-

  • 126

    ٱللَّهَ رَبَّكُمۡ وَرَبَّ ءَابَآئِكُمُ ٱلۡأَوَّلِينَ

    [126] اللهَ ربَّكم الذي خلقكم، وخلق آباءكم الماضين قبلكم؟

  • 127

    فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمۡ لَمُحۡضَرُونَ

    [127] فكذب قوم إلياس نبيهم، فليجمعنهم الله يوم القيامة للحساب والعقاب،

  • 128

    إِلَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِينَ

    [128] إلا عباد الله الذين أخلصوا دينهم لله، فإنهم ناجون من عذابه.

  • 129

    وَتَرَكۡنَا عَلَيۡهِ فِي ٱلۡأٓخِرِينَ

    [129] وجعلنا لإلياس ثناءً جميلاً في الأمم بعده.

  • 130

    سَلَٰمٌ عَلَىٰٓ إِلۡ يَاسِينَ

    [130] تحية من الله، وثناءٌ على إلياس.

  • 131

    إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ

    [131] وكما جزينا إلياس الجزاء الحسن على طاعته، نجزي المحسنين من عبادنا المؤمنين

  • 132

    إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُؤۡمِنِينَ

    [132] إنه من عباد الله المؤمنين المخلصين له العاملين بأوامره.

  • 133

    وَإِنَّ لُوطٗا لَّمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ

    [133] وإن عبدنا لوطاً اصطفيناه، فجعلناه من المرسلين،

  • 134

    إِذۡ نَجَّيۡنَٰهُ وَأَهۡلَهُۥٓ أَجۡمَعِينَ

    [134] إذ نجيناه وأهله أجمعين من العذاب،

  • 135

    إِلَّا عَجُوزٗا فِي ٱلۡغَٰبِرِينَ

    [135] إلا عجوزاً هَرِمة، هي زوجته، هلكت مع الذين هلكوا من قومها لكفرها.

  • 136

    ثُمَّ دَمَّرۡنَا ٱلۡأٓخَرِينَ

    [136] ثم أهلكنا الباقين المكذبين من قومه.

  • 137

    وَإِنَّكُمۡ لَتَمُرُّونَ عَلَيۡهِم مُّصۡبِحِينَ

    [137] وإنكم -يا أهل «مكة»- لتمرون في أسفاركم على منازل قوم لوط وآثارهم وقت الصباح،

  • 138

    وَبِٱلَّيۡلِۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ

    [138] وتمرون عليها ليلاً. أفلا تعقلون، فتخافوا أن يصيبكم مثل ما أصابهم؟

  • 139

    وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ

    [139] وإن عبدنا يونس اصطفيناه وجعلناه من المرسلين،

  • 140

    إِذۡ أَبَقَ إِلَى ٱلۡفُلۡكِ ٱلۡمَشۡحُونِ

    [140] إذ هرب من بلده غاضباً على قومه، وركب سفينة مملوءة ركاباً وأمتعة.

  • 141

    فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُدۡحَضِينَ

    [141] وأحاطت بها الأمواج العظيمة، فاقترع ركاب السفينة لتخفيف الحمولة خوف الغرق، فكان يونس من المغلوبين بالقُرْعة.

  • 142

    فَٱلۡتَقَمَهُ ٱلۡحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٞ

    [142] فأُلقي في البحر، فابتلعه الحوت، ويونس عليه السلام آتٍ بما يُلام عليه.

  • 143

    فَلَوۡلَآ أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ

    [143] فلولا ما تقدَّم له من كثرة العبادة والعمل الصالح قبل وقوعه في بطن الحوت، وتسبيحه، وهو في بطن الحوت بقوله:لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبۡحَٰنَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ؛

  • 144

    لَلَبِثَ فِي بَطۡنِهِۦٓ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ

    [144] لمكث في بطن الحوت، وصار له قبراً إلى يوم القيامة.

  • 145

    ۞فَنَبَذۡنَٰهُ بِٱلۡعَرَآءِ وَهُوَ سَقِيمٞ

    [145] فطرحناه من بطن الحوت، وألقيناه في أرض خالية عارية من الشجر والبناء، وهو ضعيف البدن.

  • 146

    وَأَنۢبَتۡنَا عَلَيۡهِ شَجَرَةٗ مِّن يَقۡطِينٖ

    [146] وأنبتنا عليه شجرة من القَرْع تظلُّه، وينتفع بها.

  • 147

    وَأَرۡسَلۡنَٰهُ إِلَىٰ مِاْئَةِ أَلۡفٍ أَوۡ يَزِيدُونَ

    [147] وأرسلناه إلى مائة ألف من قومه بل يزيدون،

  • 148

    فَـَٔامَنُواْ فَمَتَّعۡنَٰهُمۡ إِلَىٰ حِينٖ

    [148] فصدَّقوا وعملوا بما جاء به، فمتعناهم بحياتهم إلى وقت بلوغ آجالهم.

  • 149

    فَٱسۡتَفۡتِهِمۡ أَلِرَبِّكَ ٱلۡبَنَاتُ وَلَهُمُ ٱلۡبَنُونَ

    [149] فاسأل -أيها الرسول- قومك: كيف جعلوا لله البنات اللاتي يكرهونهنَّ، ولأنفسهم البنين الذين يريدونهم؟

  • 150

    أَمۡ خَلَقۡنَا ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ إِنَٰثٗا وَهُمۡ شَٰهِدُونَ

    [150] واسألهم أخَلَقْنا الملائكة إناثاً، وهم حاضرون؟

  • 151

    أَلَآ إِنَّهُم مِّنۡ إِفۡكِهِمۡ لَيَقُولُونَ

    [151] وإنَّ مِن كذبهم قولهم:

  • 152

    وَلَدَ ٱللَّهُ وَإِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ

    [152] ولَد الله، وإنهم لكاذبون؛ لأنهم يقولون ما لا يعلمون.

  • 153

    أَصۡطَفَى ٱلۡبَنَاتِ عَلَى ٱلۡبَنِينَ

    [153] لأي شيء يختار الله البنات دون البنين؟

  • 154

    مَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ

    [154] بئس الحكم ما تحكمونه -أيها القوم- أن يكون لله البنات ولكم البنون، وأنتم لا ترضون البنات لأنفسكم.

  • 155

    أَفَلَا تَذَكَّرُونَ

    [155] أفلا تذكرون أنه لا يجوز ولا ينبغي أن يكون له ولد؟ تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.

  • 156

    أَمۡ لَكُمۡ سُلۡطَٰنٞ مُّبِينٞ

    [156] بل ألكم حجة بيِّنة على قولكم وافترائكم؟

  • 157

    فَأۡتُواْ بِكِتَٰبِكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ

    [157] إن كانت لكم حجة في كتاب من عند الله فأتوا بها، إن كنتم صادقين في قولكم؟

  • 158

    وَجَعَلُواْ بَيۡنَهُۥ وَبَيۡنَ ٱلۡجِنَّةِ نَسَبٗاۚ وَلَقَدۡ عَلِمَتِ ٱلۡجِنَّةُ إِنَّهُمۡ لَمُحۡضَرُونَ

    [158] وجعل المشركون بين الله والملائكة قرابة ونسباً، ولقد علمت الملائكة أن المشركين محضرون للعذاب يوم القيامة.

  • 159

    سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ

    [159] تنزَّه الله عن كل ما لا يليق به ممَّا يصفه به الكافرون.

  • 160

    إِلَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِينَ

    [160] لكن عباد الله الذين اصطفاهم لعبادته لا يصفونه إلا بما يليق بجلاله سبحانه.

  • 161

    فَإِنَّكُمۡ وَمَا تَعۡبُدُونَ

    [161] فإنكم -أيها المشركون بالله- وما تعبدون من دون الله من آلهة،

  • 162

    مَآ أَنتُمۡ عَلَيۡهِ بِفَٰتِنِينَ

    [162] ما أنتم بمضلِّين أحداً

  • 163

    إِلَّا مَنۡ هُوَ صَالِ ٱلۡجَحِيمِ

    [163] إلا مَن قدَّر الله عز وجل عليه أن يَصْلَى الجحيم؛ لكفره وظلمه.

  • 164

    وَمَامِنَّآ إِلَّا لَهُۥ مَقَامٞ مَّعۡلُومٞ

    [164] قالت الملائكة: وما منا أحدٌ إلا له مقام في السماء معلوم،

  • 165

    وَإِنَّا لَنَحۡنُ ٱلصَّآفُّونَ

    [165] وإنا لنحن الواقفون صفوفاً في عبادة الله وطاعته،

  • 166

    وَإِنَّا لَنَحۡنُ ٱلۡمُسَبِّحُونَ

    [166] وإنا لنحن المنزِّهون الله عن كل ما لا يليق به.

  • 167

    وَإِن كَانُواْ لَيَقُولُونَ

    [167] وإن كفار «مكة» ليقولون قبل بعثتك -أيها الرسول-

  • 168

    لَوۡ أَنَّ عِندَنَا ذِكۡرٗا مِّنَ ٱلۡأَوَّلِينَ

    [168] لو جاءنا من الكتب والأنبياء ما جاء الأولين قبلنا،

  • 169

    لَكُنَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِينَ

    [169] لكنا عباد الله الصادقين في الإيمان، المخلَصين في العبادة.

  • 170

    فَكَفَرُواْ بِهِۦۖ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ

    [170] فلما جاءهم ذكر الأولين، وعلم الآخرين، وأكمل الكتب، وأفضل الرسل، وهو محمد -صلى الله عليه وسلم-، كفروا به، فسوف يعلمون ما لهم من العذاب في الآخرة.

  • 171

    وَلَقَدۡ سَبَقَتۡ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلۡمُرۡسَلِينَ

    [171] ولقد سبقت كلمتنا -التي لا مردَّ لها- لعبادنا المرسلين،

  • 172

    إِنَّهُمۡ لَهُمُ ٱلۡمَنصُورُونَ

    [172] أن لهم النصرة على أعدائهم بالحجة والقوة،

  • 173

    وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ

    [173] وأن جندنا المجاهدين في سبيلنا لهم الغالبون لأعدائهم في كل مقام باعتبار العاقبة والمآل.

  • 174

    فَتَوَلَّ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ حِينٖ

    [174] فأعرض -أيها الرسول- عَمَّن عاند، ولم يقبل الحق حتى تنقضي المدة التي أمهلهم فيها، ويأتي أمر الله بعذابهم،

  • 175

    وَأَبۡصِرۡهُمۡ فَسَوۡفَ يُبۡصِرُونَ

    [175] وأنظرهم وارتقب ماذا يحل بهم من العذاب بمخالفتك؟ فسوف يرون ما يحل بهم من عذاب الله.

  • 176

    أَفَبِعَذَابِنَا يَسۡتَعۡجِلُونَ

    [176] أفبنزول عذابنا بهم يستعجلونك أيها الرسول؟

  • 177

    فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمۡ فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلۡمُنذَرِينَ

    [177] فإذا نزل عذابنا بهم، فبئس الصباح صباحهم.

  • 178

    وَتَوَلَّ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ حِينٖ

    [178] وأعرض عنهم حتى يأذن الله بعذابهم،

  • 179

    وَأَبۡصِرۡ فَسَوۡفَ يُبۡصِرُونَ

    [179] وأنظرهم فسوف يرون ما يحل بهم من العذاب والنكال.

  • 180

    سُبۡحَٰنَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلۡعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ

    [180] تنزَّه الله وتعالى رب العزة عما يصفه هؤلاء المفترون عليه.

  • 181

    وَسَلَٰمٌ عَلَى ٱلۡمُرۡسَلِينَ

    [181] وتحية الله الدائمة وثناؤه وأمانه لجميع المرسلين.

  • 182

    وَٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ

    [182] والحمد لله رب العالمين في الأولى والآخرة، فهو المستحق لذلك وحده لا شريك له.

صَدَقَ اللهُ العَظِيمُ

تم النسخ!
(full-width)


إرسال تعليق

0تعليقات
نسعد بتعليقكم🤩، ونسألكم الدعاء لأبى ولأمواتكم وأموات المسلمين بالرحمة والمغفرة وجنات النعيم مع الصدقين والشهداء والنبين- اللهم امين. شكرا لكم.

نور على نور - نحن ممتنون لتعليقكم الكريم ❤

نور على نور - نحن ممتنون لتعليقكم الكريم ❤

إرسال تعليق (0)