تفسير سورة البَلَد
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
1
لَآ أُقۡسِمُ بِهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ
[1] أقسم الله بهذا البلد الحرام، وهو «مكة»
2
وَأَنتَ حِلُّۢ بِهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ
[2] وأنت -أيها النبي- حلالٌ في هذا «البلد الحرام» تصنع فيه ما شئتَ، ولم يُحَلَّ له إلَّا ساعة من نهار. وفي الآية بشارة للنبي -صلى الله عليه وسلم- بفتح «مكة» على يديه، وحلِّها له في القتال
3
وَوَالِدٖ وَمَا وَلَدَ
[3] وأقسم بوالد البشرية -وهو آدم عليه السلام- وما تناسل منه من ولد
4
لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِي كَبَدٍ
[4] لقد خلقنا الإنسان في شدة وعناء من مكابدة الدنيا.
5
أَيَحۡسَبُ أَن لَّن يَقۡدِرَ عَلَيۡهِ أَحَدٞ
[5] أيظنُّ بما جمعه من مال أن الله لن يقدر عليه؟
6
يَقُولُ أَهۡلَكۡتُ مَالٗا لُّبَدًا
[6] يقول -متباهياً-: أنفقت مالاً كثيراً
7
أَيَحۡسَبُ أَن لَّمۡ يَرَهُۥٓ أَحَدٌ
[7] أيظنُّ في فعله هذا أن الله عز وجل لا يراه، ولا يحاسبه على الصغير والكبير؟
8
أَلَمۡ نَجۡعَل لَّهُۥ عَيۡنَيۡنِ
[8] ألم نجعل له عينين يبصر بهما
9
وَلِسَانٗا وَشَفَتَيۡنِ
[9] ولساناً وشفتين ينطق بهما
10
وَهَدَيۡنَٰهُ ٱلنَّجۡدَيۡنِ
[10] وبينَّا له سبيلَي الخير والشر؟
11
فَلَا ٱقۡتَحَمَ ٱلۡعَقَبَةَ
[11] فهلَّا تجاوز مشقة الآخرة بإنفاق ماله، فيأمن.
12
وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡعَقَبَةُ
[12] وأيُّ شيء أعلمك: ما مشقة الآخرة، وما يعين على تجاوزها؟
13
فَكُّ رَقَبَةٍ
[13] إنه عتق رقبة مؤمنة من أسر الرِّق.
14
أَوۡ إِطۡعَٰمٞ فِي يَوۡمٖ ذِي مَسۡغَبَةٖ
[14] أو إطعام في يوم ذي مجاعة شديدة
15
يَتِيمٗا ذَا مَقۡرَبَةٍ
[15] يتيماً -مات أبوه وهو صغير- من ذوي القرابة يجتمع فيه فضل الصدقة وصلة الرحم
16
أَوۡ مِسۡكِينٗا ذَا مَتۡرَبَةٖ
[16] أو فقيراً معدماً لا شيء عنده.
17
ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡمَرۡحَمَةِ
[17] ثم كان مع فِعْل ما ذُكر من أعمال الخير من الذين أخلصوا الإيمان لله، وأوصى بعضهم بعضاً بالصبر على طاعة الله وعن معاصيه، وتواصوا بالرحمة بالخلق.
18
أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ
[18] الذين فعلوا هذه الأفعال، هم أصحاب اليمين، الذين يؤخذ بهم يوم القيامة ذات اليمين إلى الجنة.
19
وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِنَا هُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَشۡـَٔمَةِ
[19] والذين كفروا بالقرآن هم الذين يؤخذ بهم يوم القيامة ذات الشمال إلى النار.
20
عَلَيۡهِمۡ نَارٞ مُّؤۡصَدَةُۢ
[20] جزاؤهم جهنم مطبَقةٌ مغلقة عليهم.
صَدَقَ اللهُ العَظِيمُ