تفسير سورة الحَاقة - (تفسير القرآن الكريم)

0
تفسير القرآن الكريم: (التفسير الميسر) - تفسير سورة الحَاقة

تفسير سورة الحَاقة

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

  • 1

    ٱلۡحَآقَّةُ

    [1] القيامة الواقعة حقّاً التي يتحقق فيها الوعد والوعيد،

  • 2

    مَا ٱلۡحَآقَّةُ

    [2] ما القيامة الواقعة حقّاً في صفتها وحالها؟

  • 3

    وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡحَآقَّةُ

    [3] وأي شيء أدراك -أيها الرسول- وعَرَّفك حقيقة القيامة، وصَوَّر لك هولها وشدتها؟

  • 4

    كَذَّبَتۡ ثَمُودُ وَعَادُۢ بِٱلۡقَارِعَةِ

    [4] كذَّبت ثمود وهم قوم صالح، وعاد وهم قوم هود بالقيامة التي تقرع القلوب بأهوالها.

  • 5

    فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهۡلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ

    [5] فأما ثمود فأهلكوا بالصيحة العظيمة التي جاوزت الحد في شدتها،

  • 6

    وَأَمَّا عَادٞ فَأُهۡلِكُواْ بِرِيحٖ صَرۡصَرٍ عَاتِيَةٖ

    [6] وأمَّا عاد فأُهلِكوا بريح باردة شديدة الهبوب،

  • 7

    سَخَّرَهَا عَلَيۡهِمۡ سَبۡعَ لَيَالٖ وَثَمَٰنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومٗاۖ فَتَرَى ٱلۡقَوۡمَ فِيهَا صَرۡعَىٰ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٍ خَاوِيَةٖ

    [7] سلَّطها الله عليهم سبع ليال وثمانية أيام متتابعة، لا تَفْتُر ولا تنقطع، فترى القوم في تلك الليالي والأيام موتى كأنهم أصول نخل خَرِبة متآكلة الأجواف.

  • 8

    فَهَلۡ تَرَىٰ لَهُم مِّنۢ بَاقِيَةٖ

    [8] فهل ترى لهؤلاء القوم مِن نفس باقية دون هلاك؟

  • 9

    وَجَآءَ فِرۡعَوۡنُ وَمَن قَبۡلَهُۥ وَٱلۡمُؤۡتَفِكَٰتُ بِٱلۡخَاطِئَةِ

    [9] وجاء الطاغية فرعون، ومَن سبقه من الأمم التي كفرت برسلها، وأهل قرى قوم لوط الذين انقلبت بهم ديارهم بسبب الفعلة المنكرة من الكفر والشرك والفواحش،

  • 10

    فَعَصَوۡاْ رَسُولَ رَبِّهِمۡ فَأَخَذَهُمۡ أَخۡذَةٗ رَّابِيَةً

    [10] فعصت كل أمة منهم رسول ربهم الذي أرسله إليهم، فأخذهم الله أخذة بالغة في الشدة.

  • 11

    إِنَّا لَمَّا طَغَا ٱلۡمَآءُ حَمَلۡنَٰكُمۡ فِي ٱلۡجَارِيَةِ

    [11] إنَّا لما جاوز الماء حدَّه، حتى علا وارتفع فوق كل شيء، حملنا أصولكم مع نوح في السفينة التي تجري في الماء

  • 12

    لِنَجۡعَلَهَا لَكُمۡ تَذۡكِرَةٗ وَتَعِيَهَآ أُذُنٞ وَٰعِيَةٞ

    [12] لنجعل الواقعة التي كان فيها نجاة المؤمنين وإغراق الكافرين عبرة وعظة، وتحفظَها كل أذن مِن شأنها أن تحفظ، وتعقل عن الله ما سمعت.

  • 13

    فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ نَفۡخَةٞ وَٰحِدَةٞ

    [13] فإذا نفخ المَلَك في «القَرْن» نفخة واحدة، وهي النفخة الأولى التي يكون عندها هلاك العالم،

  • 14

    وَحُمِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ وَٱلۡجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةٗ وَٰحِدَةٗ

    [14] ورُفعت الأرض والجبال عن أماكنها فكُسِّرتا، ودُقَّتا دقة واحدة

  • 15

    فَيَوۡمَئِذٖ وَقَعَتِ ٱلۡوَاقِعَةُ

    [15] ففي ذلك الحين قامت القيامة

  • 16

    وَٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَهِيَ يَوۡمَئِذٖ وَاهِيَةٞ

    [16] وانصدعت السماء، فهي يومئذ ضعيفة مسترخية، لا تماسُك فيها ولا صلابة

  • 17

    وَٱلۡمَلَكُ عَلَىٰٓ أَرۡجَآئِهَاۚ وَيَحۡمِلُ عَرۡشَ رَبِّكَ فَوۡقَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ ثَمَٰنِيَةٞ

    [17] والملائكة على جوانبها وأطرافها، ويحمل عرش ربك فوقهم يوم القيامة ثمانية من الملائكة العظام

  • 18

    يَوۡمَئِذٖ تُعۡرَضُونَ لَا تَخۡفَىٰ مِنكُمۡ خَافِيَةٞ

    [18] في ذلك اليوم تُعرضون على الله -أيها الناس- للحساب والجزاء، لا يخفى عليه شيء من أسراركم.

  • 19

    فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقۡرَءُواْ كِتَٰبِيَهۡ

    [19] فأمَّا من أُعطي كتاب أعماله بيمينه، فيقول ابتهاجاً وسروراً: خذوا اقرؤوا كتابي

  • 20

    إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَٰقٍ حِسَابِيَهۡ

    [20] إني أيقنت في الدنيا بأني سألقى جزائي يوم القيامة، فأعددت له العدة من الإيمان والعمل الصالح

  • 21

    فَهُوَ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ

    [21] فهو في عيشة هنيئة مرضية

  • 22

    فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٖ

    [22] في جنة مرتفعة المكان والدرجات

  • 23

    قُطُوفُهَا دَانِيَةٞ

    [23] ثمارها قريبة يتناولها القائم والقاعد والمضطجع

  • 24

    كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيٓـَٔۢا بِمَآ أَسۡلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡأَيَّامِ ٱلۡخَالِيَةِ

    [24] يقال لهم: كلوا أكلاً، واشربوا شرباً بعيداً عن كل أذى، سالمين من كل مكروه؛ بسبب ما قدَّمتم من الأعمال الصالحة في أيام الدنيا الماضية.

  • 25

    وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِشِمَالِهِۦ فَيَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي لَمۡ أُوتَ كِتَٰبِيَهۡ

    [25] وأما مَن أُعطي كتاب أعماله بشماله، فيقول نادماً متحسراً: يا ليتني لم أُعْط كتابي

  • 26

    وَلَمۡ أَدۡرِ مَا حِسَابِيَهۡ

    [26] ولم أعلم ما جزائي؟

  • 27

    يَٰلَيۡتَهَا كَانَتِ ٱلۡقَاضِيَةَ

    [27] يا ليت الموتة التي متُّها في الدنيا كانت القاطعة لأمري، ولم أُبعث بعدها

  • 28

    مَآ أَغۡنَىٰ عَنِّي مَالِيَهۡۜ

    [28] ما نفعني مالي الذي جمعته في الدنيا

  • 29

    هَلَكَ عَنِّي سُلۡطَٰنِيَهۡ

    [29] ذهبت عني حجتي، ولم يَعُدْ لي حجة أحتج بها.

  • 30

    خُذُوهُ فَغُلُّوهُ

    [30] يقال لخزنة جهنم: خذوا هذا المجرم الأثيم، فاجمعوا يديه إلى عنقه بالأغلال

  • 31

    ثُمَّ ٱلۡجَحِيمَ صَلُّوهُ

    [31] ثم أدخلوه الجحيم ليقاسي حرها

  • 32

    ثُمَّ فِي سِلۡسِلَةٖ ذَرۡعُهَا سَبۡعُونَ ذِرَاعٗا فَٱسۡلُكُوهُ

    [32] ثم في سلسلة من حديد طولها سبعون ذراعاً فأدخلوه فيها

  • 33

    إِنَّهُۥ كَانَ لَا يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ ٱلۡعَظِيمِ

    [33] إنه كان لا يصدِّق بأن الله هو الإله الحق وحده لا شريك له، ولا يعمل بهديه

  • 34

    وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ

    [34] ولا يحث الناس في الدنيا على إطعام أهل الحاجة من المساكين وغيرهم.

  • 35

    فَلَيۡسَ لَهُ ٱلۡيَوۡمَ هَٰهُنَا حَمِيمٞ

    [35] فليس لهذا الكافر يوم القيامة قريب يدفع عنه العذاب.

  • 36

    وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنۡ غِسۡلِينٖ

    [36] وليس له طعام إلا مِن صديد أهل النار

  • 37

    لَّا يَأۡكُلُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡخَٰطِـُٔونَ

    [37] لا يأكله إلا المذنبون المصرُّون على الكفر بالله.

  • 38

    فَلَآ أُقۡسِمُ بِمَا تُبۡصِرُونَ

    [38] أَقْسَم اللهُ بما تبصرون من المرئيات

  • 39

    وَمَا لَا تُبۡصِرُونَ

    [39] وما لا تبصرون مما غاب عنكم

  • 40

    إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولٖ كَرِيمٖ

    [40] إن القرآن لَكَلام الله ، يتلوه رسول عظيم الشرف والفضل

  • 41

    وَمَا هُوَ بِقَوۡلِ شَاعِرٖۚ قَلِيلٗا مَّا تُؤۡمِنُونَ

    [41] وليس بقول شاعر كما تزعمون، قليلاً ما تؤمنون

  • 42

    وَلَا بِقَوۡلِ كَاهِنٖۚ قَلِيلٗا مَّا تَذَكَّرُونَ

    [42] وليس بسجع كسجع الكهان، قليلاً ما يكون منكم تذكُّر وتأمُّل للفرق بينهما

  • 43

    تَنزِيلٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ

    [43] ولكنه كلام رب العالمين الذي أنزله على رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-.

  • 44

    وَلَوۡ تَقَوَّلَ عَلَيۡنَا بَعۡضَ ٱلۡأَقَاوِيلِ

    [44] ولو ادَّعى محمد علينا شيئاً لم نقله

  • 45

    لَأَخَذۡنَا مِنۡهُ بِٱلۡيَمِينِ

    [45] لانتقمنا منه وأخذناه بالقوَّة والقُدْرة؛ لأن قوة كلِّ شَيْءٍ في ميامنه

  • 46

    ثُمَّ لَقَطَعۡنَا مِنۡهُ ٱلۡوَتِينَ

    [46] ثم لقطعنا منه نياط قلبه

  • 47

    فَمَا مِنكُم مِّنۡ أَحَدٍ عَنۡهُ حَٰجِزِينَ

    [47] فلا يقدر أحد منكم أن يحجز عنه عقابنا

  • 48

    وَإِنَّهُۥ لَتَذۡكِرَةٞ لِّلۡمُتَّقِينَ

    [48] وإن هذا القرآن لعظة للمتقين الذين يمتثلون أوامر الله ويجتنبون نواهيه.

  • 49

    وَإِنَّا لَنَعۡلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ

    [49] وإنا لَنعلم أنَّ مِنكم مَن يكذِّب بهذا القرآن مع وضوح آياته

  • 50

    وَإِنَّهُۥ لَحَسۡرَةٌ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ

    [50] وإن التكذيب به لندامة عظيمة على الكافرين به حين يرون عذابهم ويرون نعيم المؤمنين به

  • 51

    وَإِنَّهُۥ لَحَقُّ ٱلۡيَقِينِ

    [51] وإنه لحق ثابت ويقين لا شك فيه

  • 52

    فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ

    [52] فنزِّه الله سبحانه عما لا يليق بجلاله، واذكره باسمه العظيم.

صَدَقَ اللهُ العَظِيمُ

تم النسخ!
(full-width)


إرسال تعليق

0تعليقات
نسعد بتعليقكم🤩، ونسألكم الدعاء لأبى ولأمواتكم وأموات المسلمين بالرحمة والمغفرة وجنات النعيم مع الصدقين والشهداء والنبين- اللهم امين. شكرا لكم.

نور على نور - نحن ممتنون لتعليقكم الكريم ❤

نور على نور - نحن ممتنون لتعليقكم الكريم ❤

إرسال تعليق (0)